آلاف الطلاب يتلقون التعليم في ظل الهجوم والحصار

يدرس 14.793 طالباً وطالبة في مقاطعة عفرين ـ الشهباء وحلب، التي تتعرض لهجمات الدولة التركية وحصار حكومة دمشق، كما يتخصص 179 طالباً في معهد الشهيدة فيان آمارا.

يوجد 14,793 طالباً و1,900 معلماً في مقاطعة عفرين- الشهباء وحلب (أشرفية - شيخ مقصود) في المدارس الابتدائية، الإعدادية والثانوية، وفي الإقليم الذي يضم 61 مدرسة، تخرج 133 طالباً من معهد الشهيدة فيان آمارا منذ عام 2019، وفي الأعوام 2023-2024 يستمر تعليم 179 طالباً.

وتحدث فاضل جاويش، الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة عفرين ـ الشهباء، لوكالة فرات للأنباء، حول نظام التعليم في المقاطعة، ومستوى تطور المعلمين والطلاب، والصعوبات.

مشيراً إلى عدم إمكانية إنشاء نظام التعليم لمدة عام تقريباً بعد احتلال عفرين، وقال فاضل جاويش: “عندما أتينا إلى الشهباء عام 2018، كان أهلنا ومعلمونا مشتتين، كان قد حدث الاحتلال للتو، ولهذا السبب، لم نتمكن من تأسيس نظامنا التعليمي بشكل كامل في السنة الأولى، وكانت هناك فجوة، أولاً، قام معلمونا الذين بقوا في مخيم برخدان بمراجعة وضع الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة وقرروا ضرورة احتضان هؤلاء الأطفال مهما كانت الظروف، كان هناك حوالي 20 معلماً في مخيم برخدان، لم يكن لدينا دفاتر وأقلام وكتب، ولكن تقرر فتح مدرسة لطلاب هذا المخيم، كان مشروعنا يعتمد فقط على توفير اللغة والتعليم الأساسي، هل كنا سنبقى في الشهباء أم سنذهب إلى عفرين في وقت قصير؟ لم نكن نعرف ما الذي ينتظرنا، ولهذا السبب قررنا افتتاح مدرسة في مخيم برخدان للتغلب على سيكولوجية الحرب على أطفالنا الذين يعيشون في المخيمات والتخلص من الفوضى الموجودة على الأقل.

وبهذه الطريقة، نصبنا 10 خيام وبدأنا التدريب الأساسي، وبعد حوالي شهر ونصف، بدأنا بالتحقيق في عدد المعلمين المتبقين في الشهباء، يمكننا تحديد خريطة الطريق الخاصة بنا من خلال تحديد عدد المعلمين، إن إنشاء نظام التعليم في مخيم واحد فقط لن يكون كافياً، وكانت خطوتنا الثانية هي زيادة عدد المعلمين، استقرينا في المكان الذي كان سجن أطفال الأحداث في عهد حكومة دمشق وحولناه إلى مكتبة ومدرسة ومؤسسة تعليمية، لقد حولنا المكان المخصص للسجن إلى مركز تعليمي، وبهذه الطريقة، كان عام 2018 هو عام إعادة التنظيم، وقال "لقد كان عاماً تم فيه اتخاذ خطوات جديدة".

تم الانتقال إلى نظام تعليمي قوي في عام 2019

وفي إشارة إلى أنهم اتخذوا مبادرات لتنظيم التعليم بقوة أكبر في عام 2019، قال جاويش: “لم تكن لدينا مواد تعليمية، كان من الصعب جداً الوصول إلى القرطاسية، لقد بذلنا محاولات للوصول إليها، كان لا بد من مراجعة وضع معلمينا حتى يتمكن أطفالنا من الحصول على تعليم صحي وقوي، وكان هناك أيضاً بعض الطلاب الذين أنهوا الصف الثاني عشر وكان من المفترض أن يذهبوا إلى الجامعة، ثم تم إغلاق الطرق واضطر المرشحون الجامعيون إلى الذهاب إلى الفرات أو الجزيرة، وكانت هذه أيضاً مشكلة كبيرة، كانت هناك حاجة إلى استمرار معهد فيان آمارا وفقاً لاحتياجات المنطقة حتى يتمكن المعلمون من تعميق مهاراتهم والتخصص في الفروع التي نحتاجها".

نظام تعليمي مكون من 3 لغات

وفي معرض تقييمه لنظام التعليم والتدريب في مقاطعة عفرين الشهباء، قال فاضل جاويش: "نظامنا التعليمي كان يعتمد في السابق على نظام الامتحانات، وفي هاتين السنتين، أي في السنة التعليمية 2022-2023، تحولنا من نظام الامتحانات إلى نظام التقييم، لقد طبقنا هذا النظام لأول مرة في المدارس الابتدائية، ثم قمنا بتطبيق نظام التقييم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية في العام الدراسي 2023-2024، هناك اختبارات في بعض المقررات الدراسية، لكن نظامنا التعليمي ليس نظاماً يعطي أهمية للامتحانات، بل هو نظام يعتمد على تقييم إمكانات طلابنا، فنظام الامتحانات يعتمد على الحفظ، ويكشف نظام التقييم عن مستوى وعي الطالب ومستوى التقييم ومستوى المشاركة.

هناك نظام تعليمي ثلاثي اللغات في مدارسنا، الطالب الذي لغته الأم هي الكردية يتلقى التعليم بلغته الأم فقط حتى الصف الثالث، وعندما يصل إلى الصف الرابع، يبدأ في تلقي دروس اللغة العربية، كما أنه يتلقى تعليم اللغة الإنجليزية في الصف الخامس، ويبدأ الطالب الذي لغته الأم هي العربية في تلقي تعليم اللغة العربية حتى الصف الثالث، وتعليم اللغة الكردية في الصف الرابع، وتعليم اللغة الإنجليزية واللغة الأجنبية في الصف الخامس، من الضروري بالنسبة لهم تعلم اللغة الإنجليزية في الصف الخامس، ومع ذلك، فإننا نخطط لتغيير المقرر الاختياري في الفترة المقبلة، لدينا مقترح ترك الأمر لاختيار الطالب".

أصبح معهد فيان آمارا معهداً للتخصص

واشار إلى أن معهد فيان آمارا افتتح في عفرين عام 2013 وأن المعهد واصل التعليم في مقاطعة عفرين الشهباء عام 2019، وشارك فاضل جاويش المعلومات التالية: “لقد أصبح معهداً يتخصص فيه المعلمون، وتم التركيز بشكل خاص على اللغة والأدب الكردي، كنا بحاجة أيضاً إلى تخصصات الرياضيات والفيزياء، ويحدد المعهد مساره وفقا لاحتياجات المقاطعة، ونحتاج بشكل خاص إلى معلمي اللغة العربية والرياضيات والفيزياء والتاريخ والجغرافيا، لقد لجأنا إلى هذه الفروع لتخصص معلمينا الحاليين ولتكوين طاقم عمل قوي لمجلس التعليم لدينا".

سيتم فتح مدارس جديدة

وقال فاضل جاويش إن التركيز سيكون على تلبية احتياجات المدارس في العام الدراسي الجديد واختتم حديثه بالآتي: “معظم مدارسنا غير مناسبة للبيئة التعليمية، لدينا العديد من المدارس المتضررة، ولهذا السبب اضطررنا إلى إغلاق بعض مدارسنا، لقد خضعت معظم المدارس المتضررة للترميم، ولكن خلق بيئة صحية أمر ضروري لتعليم أفضل، وينبغي تحويلها إلى هياكل مناسبة لظروف الشتاء، عندما يهطل المطر، تمتلئ المدارس بالمياه من الداخل، مما يستوجب إنشاء هياكل قادرة على تحمل الطقس العاصف، وبطبيعة الحال، فإننا سوف نلبي احتياجاتنا وفقا للإمكانيات المتوفرة لدينا، استأجرنا 5 منازل في بعض القرى واستخدمناها كمدارس، ولدينا خطط لبناء مدارس جديدة لهذه القرى، وسنواصل المعهد خلال أشهر الصيف، أي خلال فترة العطلة، من خلال مناقشة احتياجات المعلمين كما نقوم بتقييم مستويات الطلاب في نهاية العام، بسبب الحصار، بدأنا بالفعل في إعداد القرطاسية والمواد التعليمية".